الأربعاء، 22 يناير 2014

من يضمني حين أغضب ؟!

"كان يقول أبي :
إن أكثر مايريده الإنسان حين يغضب .. أن تضمه"

--

وحيدة جداً تعاقر الغربة ..

من دلال أبيها إلى جدران بيضاء باردة .. ومدينة كئيبة .. وزوجٍ هارب ..

من غضب لايولد حتى يندحر في حضن أبيها إلى مارد يستوطن صدرها يتربص بها حتى يتمدد 


غضبت على زوجها مرة قبل أن يهرب عنها ثانيةً .. ثم بكت : "من يضمني حين أغضب" ..؟! 
 
صدح جهازها المحمول الذي أدارت منبهه حسب موقت مدينتها القاتمة بنداء "الله أكبر"

بكت كثيراً .. ودموع ساخنة تصيح بالوجنتين ورجاء في مرحلته الأخيرة من الاستسلام للمارد
"يا الله" ..
 من يضمني حين أغضب ؟"  

فتحت جهاز المحمول لتكتب لأبيها كما تكتب له كل يوم .. وكأنه يقرأ ..! 

"أحبك يا أبي
ولا أحب هذا الزوج الذي لايشبهك 
أرداني في قاصية العالم حيث لا أحد ولا أنت ولا أنا ولا هو ..! 
قلبي مهمل على قارعة الطريق أود لو أمد يدي فأنتشله من مهانة الأرض وأودعه في رحاب روحك حيث رأيتها منذ حين في منامي تحلق في سعادتها...

أبي ..  "

حُجبت رؤيتها من تغرغر الدمع في مقلتيها 

لفظ صدرها كل الدموع التي لا تظن أنها كانت تختزلها .. 

انزاحت بكل قلبها إلى الجانب الأصعب إلى رسائل محادثاتها مع أبيها التي تحفظها عن ظهر قلب وتضحك وتبكي في كل مرة تقرأهم ضحكتها الأولى

فتحت إحدى التسجيلات الصوتية الذي أرسلها لها في أحد الأيام..  

حيث ترك تعليقاً قبله .. "سمعي هذا حبيبتي صوته جميل ماشاء الله"

شخصت بصرها كثيراً في كلماته ..

"أبي يظن أن كلمات الحب تضمنا وأن الأصوات الحانية تضمنا أيضاً " 

قررت أن تفتح التسجيل الصوتي لأحد القراء فإذا هو يصدح بصوتٍ أسيف: 

"واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا"

قلص الدمع في عينيها..

كلمات الله تضمها..!