الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

ولكني لست بحراً ..



ذات ليل 
جلسنا القرفصاء على تراب البحر
في لحظة يستفز الموج من مداعبة الهواء 
لاتكاد ترى من البحر إلا ظلامه ..

وصوته .. الذي يشبه تماماً اكتمال القمر من فوقه 

أحضن أرجلي بـ ذراعي .. وأرمقه ..
 
أرمقه كـ أنه سلام يقاوم عنفوان كل الاشياء من حوله


لماذا هيجان البحر صارخ .. يشبه في دوره الحليم إذا غضب ..
 
كأنه يحمل رسالة أبدية بأنه  يثور مادام  هناك من لايعيه بـ قدره .. 

ترتكز عيني أكثر فيما لا يمكن اختراقه .. في السواد ..

تناسبني جداً تلك المسافة بين سطح البحر وعيني .. كافية لأن أتوحد معه .. دون أن أتبلل 

نسمة هواء تداعب إذني فأشعر أني هنا حيث التراب .. 

- لو ماكنتي إنسان شنو كان ودج تكونين؟ 
- مممم ..
 تلتفت حيث يميني تداعب الهواء .. أويداعبها
- شجرة ..  وانتي؟ 

أشعر أن أفق عيني يسع كل عرض البحر .. ونتلألأ .. أعني عيني والبحر معاً


- أبي أكون بحر ..

نصمت ..

فـ أعود لأتوحد معه 
----------

ظهر اليوم ..
الجو معتم .. من الغيوم الحبلى بالمطر 
معتم حد اليأس أنك لن ترى الشمس بعدها

صابتني خيبة حين رأيت البحر يفقد لونه الشهي ..
 
جاء بلون الكآبة 
..كان أصفراً يشبه الغيوم .. 

.. أنه .. يشبه السماء الأم  ..
بها
وببناتها الغيمات إن عبروا ..
وبالشمس الصاخبة ..
وبغسق الليل 

خيبتي الكبرى .. "أنه كان بحراً" بـ عيني .. !


لاتسأليني مجدداً ماذا أريد أن أكون ..

يبدو أنني البحر ..

 أشبه -بـ خيبة- كل من يعتريني.
 
 
---------------------------------------------
 
رشفة CHــويهة:
___________
 
مرحباً .. يا عالمي الأجمل ..