السبت، 30 مايو 2009

يا هل الوصف

معهم ولست معهم

حتى جسدي الذي هو معهم ليس معهم ..

أحياناً .. إنهماكنا شبه المبالغ فيه في العمل.. يبعدنا عنهم روحاً وجسدًا .. وإن كنا معهم

بعد غياب أشهر قد يقارب السنة وأكثر .. غابت فيه اللطافة والمشاجرة .. الابتسامة والـ"كشرة" .. اللهو والعتاب
ساد الغياب
واقتصر الحضور على المرور والسلام البعيد..


أعود اليوم .. وأعود ملتصقة جداً .. كـ "لزقة العنزروت" وكـ أني أعوض شهور الغياب .. أتشارك معهم و أشاركهم كل لحظاتهم .. أعود "أنا" التي فقدوها

أعود "أنا" .. فـ نضفي معاً .. جو المرح والهزل تارة وجو الشجار واللوم تارة .. وجذع المؤاخاة بينهما ..
أعود أنا كما كنت .. ولكني أظن أني بدوت أكثر مرحا ً .. استغليته .. حتى أقترب أكثر .. وأعوض كمية ماتركت .. بـ كيفية عودتي ..

بعد منتصف الليل .. حيث أبدأ دور الحارس الليلي بينما ينهمك الجميع بـ النوم ..

تسرقني خطواتي بـ روح مازالت عطشة لـ حديث وأنس .. غيبتهما بـ نفسي ..

اطرق الباب بـ حبور نشط.. أبحث عمن يسليني وحدتي في وقت لطالما كان هو رفيقي الأوحد .. لكني اليوم أبحث عن أنس قد يتجلى
نشترك في نفس الطباع .. نخفي مشاعرنا غالبا .. لم يجمعنا حديث مشاعر في يوم إلا متواري ..

عند عتبات الباب .. نتبادل الكلمات المضحكة ..
أطيل الحديث .. أؤخرها عن موعد نومها

وأتعمد بـ استراق أحاديث تشوقها لـ تبدي مؤانستي على نومها .. نتضاحك

بينها ..

جمانو هذي مو أنتي ؟!


ها
ههههه عيل منو ؟

وخزة ألم اجترحت قلبي بها .. وكـ ان ضحكاتي وحديثي ألهم لسانها قول هذه الحقيقة ..
كـ انها حقيقة كانت تخفيها وتنتظر لها وقت .. وحان وقتها !

خرجت مني ضحكة حديدية بلا مشاعر .. ضحكة استعباط !

مادري بس احس مو انتي .. مو اسلوبج مو شكلج مادري مادري

تهتف بـ صوت مرجي ..

أبيـــها !

فـ يتهشم ماتبقي من قلبي !


أصعب شعور .. يعيشه المرء هو هجران الروح لـ الروح ..
وقد أيقنت .. أن فراق الجسد أهون علي من فراق "الشخص"

فـ إذا ابتعدت .. لا تعود إلا بـ "أنت"

اليوم ..

بينما أشعر أني أنا ..

هم لا يرونني "أنا"

فـ لا أدري في أي يوم تركتها .. ولا أدري من هي "أنا" التي فقدوها ..حتى أردها ..

بينما أدرك أني أنا


شعور متعب !







* * *


عزوز جم عمرك ؟

5 دنانير

ههههههه


تتعالي ضحكات الحاضرات التي استدعيت لـ استماع اجابته من أسألة بعض المتملقات

عزيزان إذا كبرت تتزوجني ؟!

.......



ههههههه ..

تتهامس ضحكاتهم مجددا من السؤال وردة فعله الغريبة التي اكتنزتها عينيه البريئتين..
أحب براءته التي اختفت من أقران جيله وكـ انها اختزلت كلها في عينيه ..

يرتعد من كلمة الزواج .. منذ ان رأى شريط حفل الزواج لـ قريبته الأخرى التي تنافسني في إطعامه واحتواءه في "زوارة خواله"
فسروا له أن هذا الرجل الغريب هو زوجها الذي يأخذها لـ تعيش في بيته ..
فـ تتوالى أسالته لـ تتوالى الصدمات على عقله الصغير ..
وحتى يفسروا الماء بـ الماء

قالت إحدى أخواته لـ تزيد طين براءته "بله" : عزيز .. يعني مثل أبوي متزوج أمي
تنزل كلماتها كـ الصاعقة عليه .. يصمت !
لايعي هذه الحياة ولا يفهم منها شيئا .. شنو يعني !
فــ ينهمر بـ البكاء .. ولا يدري إلى أي صدر يؤي ..!!
فـ أيقنت حينها أن "مسمى" الزواج عنده هو الأخذ بعيداً عنه ..
.
.
.

أتحرى شوقا ً .. يوم الخميس ..

يدخل ملاحقأ أخواته يسلم على عماته وبناتهن .. فـ أسله إلى جانبي .. بـ إظهار إعجابي بـ أناقته المشابه لـ أناقة "خالي" فـ تزيد جرعة الثقة في نفسه .. أهجر الحضور بـ عقلي .. لـ أحادثه أحاديث الأطفال وكأنها متعتي .. فأتذكر حديث أمي وهي تقول :"أنتي ماعشتي طفولتج "
.
.

بينما كانت متعة الأطفال الذكور في مجالسة الرجال أثناء الغداء في الديوانية .. اجده ينسل من بينهم لـ
يمارس دلالا وجد من يغدقه عليه ..
بـ جانبي :
أبي ديايه .. لآ لآ .. حطيلي شوي .. لا مابي هذا بينما تعج النساء بـ احاديثهن المتفرعه اللامنتهية .. لا أجد نفسي إلا منزلة رأسي لأسمعه ماذا يشتهي!

هي الأيام ! .. أغيب يوما .. ويغيب يوما ً ..ونغيب .. تتواتر الأيام ..


وين عزوز ؟ اليوم عزوز ياي ؟

ايييي هناك مع الصبيان

أخيراً يبتوه ... يارايح الشاليه ويا خالته يا رايح المزرعة ويا خالته .. لا ينسى إن عنده عمّات !

بينما هم يتعايرون بـ الغائب

تركض بي خطواتي بـ سرعة يخفيها الهدوء .. ويدفعها حنين الشوق ..


أتحرى شوقا لـ ضمّه .. تسامر نفسي نفسها : (اليوم أنا بـ غدّيه)

أصل إلى الديوانية : وين عزيـــ ...ز... ان ؟!

أراه ..

تتناثر كل وريقات اللهفة لـ تركلها قدم الأيام إلى ساحة الخذلان..
.
.
.

يقف أمامي جسد يافع يعلوني طولاً.. أرفع رأسي .. لـ أتلمس ملامح وجهه بـ بصري

عزيز ..

عبد العزيز ؟!


يبهرني فعل الدهر .. يتضائل قلبي أمام اللحظة فـ يصيح بـ هتاف مزق جداره تمزيقاً.. وين عزيــــــزان !!

فـ ينساب سؤالي بـ عفوية تخفي شوقا حارقًا لـ التو قد احترق ..عفوية حكمها تحفظ علاقة غريبين غلفتها ابتسامة باردة: ليش كبرت ؟!

يرد بـ لا مشاعر .. أو بـ مشاعر :



هههههه




رشفة الـCHــويهة:
لـ أنها مشاعر عميقة .. صعب إدراكها ..
تركت رشفتي لـ أهل الوصف ..
فـ لست منهم !!